التاريخ : 2018-05-23
‘‘الانسحاب‘‘ و‘‘شغب الملاعب‘‘.. حدثان كبيران يفرضان تعديل التعليمات
فرض 'انسحاب الأصالة' و'شغب الملاعب' حضورهما السلبي في نهاية الموسم الكروي 2017-2018، ما جدد المطالب بإعادة النظر في تعليمات الموسم الكروي المقبل، لاسيما ما يتعلق بتعزيز عقوبات شغب الملاعب، وعدم اقتصارها بالدرجة الأولى على تغريم الأندية التي لا تقوى على تهذيب سلوك فئة من جمهورها 'أدمنت' على ارتكاب مختلف أشكال الشغب خلال المباريات، وكذلك معالجة 'التضارب' الواقع بين 'تعليمات الموسم' و'اللائحة التأديبية' فيما يتعلق بانسحاب الفرق من البطولات الكبرى.
انسحاب الأصالة من دوري الدرجة الأولى وقبل جولة واحدة من نهايته احتجاجا على التحكيم، خلط أوراق المنافسة وكاد أن يتسبب بأزمة خانقة بين بعض الأندية والاتحاد، بعد أن تم تهبيط الفريق إلى الدرجة الثانية وشطب نتائجه، وبالتالي استفادت فرق وتضررت أخرى من ذلك، حتى جاءت الجولة الأخيرة بما يشتهي فريقا السلط والصريح، اللذان صعدا الى دوري المحترفين، فيما أخفق بلعما وأعقب ذلك مشهد مؤسف من 'شغب الملاعب'!.
وبالعودة إلى لائحة البطولات للموسم الماضي فإن المادة 10 'الانسحاب بعد البطولة' الفقرة 10.1 تقول: 'في حال انسحاب أو استبعاد أي ناد أو أكثر من المشاركة في أي من البطولات المعتمدة بعد 5 أيام عمل من موعد بداية البطولة، أو تغيب أي ناد او أكثر عن مباريات أي من البطولات المعتمدة، يطبق على النادي المخالف ما نصت عليه اللائحة التأديبية في الحالات التالية:
10.1.1: 'اذا لم يحضر الى ملعب المباراة المقررة حسب الجدول المعتمد من الجهة المختصة.
أما اللائحة التأديبية وتحديدا المادة 44 'الانسحاب والتغيب' فتقول: اذا اعلن النادي الانسحاب قبل او اثناء البطولة الملزم الاشتراك بها او تغيب دون عذر مقبول يوافق عليه الاتحاد عن أي مباراة من مباريات بطولات الاتحاد الرسمية او انسحب الفريق من الملعب ولم يعد لإكمال المباراة على الرغم من انتهاء المدة القانونية المقررة من قبل الحكم، توقع بحق النادي العقوبات التالي:
1. يحرم من المشاركات الخارجية.
2. إذا كان الانسحاب او التغيب في بطولة دوري المحترفين يهبط الفريق الى الدرجة الأدنى وتشطب كافة نتائجه في البطولة ويغرم 20000 دينار.
3. إذا كان الانسحاب في بطولتي الدرجة الأولى والدرجة الثانية، يهبط الفريق الى الدرجة الأدنى وتشطب كافة نتائجه في البطولة ويغرم 10000 دينار.
وفي واقعة الأصالة أرسل الأخير كتابا رسميا للاتحاد مكتوبا بخط اليد ويحمل الختم الرسمي للنادي، ويتضمن قرار النادي الانسحاب من البطولة وحق النادي بالاعتراض على نتيجة المباراة أمام دار الدواء، وعلى عجل عُرض كتاب الأصالة على اللجنة التأديبية التي قررت تطبيق نص المادة 44 من اللائحة التأديبية، دون الانتظار إلى تنفيذ المادة 10 من لائحة البطولات والتي تشير إلى حدوث التغيب فعليا عن المباراة المقبلة للفريق.
وما جرى يذكر بواقعة انسحاب أخرى حدثت في الموسم 2010-2011 ضمن دوري المحترفين، حيث اعترض فريق الأهلي على عدم صحة مشاركة لاعب الرمثا حمزة الدردور في مباراة الفريقين بالجولة 15، على أساس وجود ربط في العقوبات بين مختلف البطولات بعكس الوقت الحاضر حيث تنفصل عقوبة كل بطولة عن الأخرى، وطالب الأهلي آنذاك بتخسير الرمثا 0-3 لعدم أهلية مشاركة الدردور كونه 'لاعبا موقوفا بفعل الانذارات في مختلف البطولات'، بعد أن كانت المباراة انتهت الى التعادل 1-1، وكان الأهلي آنذاك في المركز الأخير برصيد 5 نقاط جراء 5 حالات تعادل و10 خسائر، لكن الاتحاد رفض طلب الأهلي مع أنه اتخذ قرارا عجيبا بتغييب لاعب الرمثا حمزة الدردور في المباراة التالية امام العربي وفي ذات الوقت تثبيت نتيجة الأهلي والرمثا بالتعادل 1-1، وتوعد الأهلي بالانسحاب وعلق المشاركة ونفذ ذلك فعليا في الجولة 16 عندما تغيب عن مباراته امام الحسين اربد، الذي حضر وحكام المباراة فتقرر تخسير الأهلي وتهبيطه وشطب نتائجه وتغريمه، فاستفادت فرق وتضررت اخرى من قرار شطب النتائج.، لكن في هذه الحالة وقعت حالة التغيب فعليا.
لذلك فإن حدوث واقعة التغيب أمر لا بد منه، ولا بد أن تتوحد تعليمات البطولات واللائحة التأديبية فيما يتعلق بالانسحاب من البطولات، ولا بد هنا من تفعيل عقوبة الانسحاب بحيث تكون رادعة وتجعل النادي يفكر مليون مرة قبل أن يقرر الانسحاب، وبالتالي يكون القرار ليس تهبيطه للدرجة الادنى وانما شطبه من سجلات الاتحاد، وبالتالي لن يقوى أي فريق على الانسحاب وخلط الاوراق والاضرار بالبطولة وفرقها.
اما ما يتعلق بشغب الملاعب فإن اتحاد كرة القدم اضطر في وقت لاحق من الموسم الماضي الى تفعيل قرار 'اقامة مباريات من دون جمهور' لمعاقبة النادي الذي يتسبب جمهوره بالشغب قولا وفعلا، وعلى إثر مباراة الإياب بين الوحدات والفيصلي تقرر حرمان كل منهما من اقامة مباراة من دون جمهور، وحدث ذلك في مباراة الفيصلي مع شباب الأردن ثم الوحدات مع الرمثا.
والاحداث المؤسفة التي حدثت في كثير من مباريات الموسم الماضي، تدعو الى التساؤل فيما اذا كانت تلك العقوبات كافية أم يستوجب الأمر أخرى اضافية تكون أكثر ردعا؟.
وخلال الفترة الماضية لم تشهد التعليمات وجود بند متدرج بشأن حرمان الجمهور من حضور المباراة، بحيث يصل المنع الكلي دون التدرج الجزئي من خلال تقليص عدد بطاقات الدخول او الحرمان من الجلوس في درجة معينة او في جزء من الملعب، كذلك نقل المباريات خارج أرض الفريق، وان كان النقل قد يكون عقوبة للنادي الآخر دون ان تكون له علاقة بالأسباب، لذلك لا بد من إعادة النظر في التعليمات قبل انطلاق الموسم المقبل.
عدد المشاهدات : [ 6641 ]